الادب والتنمية الثقافية
دراسة في خطاب الثقافة الجامعة اثناء الصراعات المحلية
" التجربة العراقية انموذجا"
الباحث : محمد جبير
يؤدي خطاب الثقافة الجامعة دورا مهما في تصحيح المسارات الخاطئة التي تقف عائقا في طريق التنمية الثقافية في أي بلد.
ويظهر تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ العشرينات من القرن الماضي ، ان الصراعات المحلية اكدت الحاجة الى خطاب الثقافة الجامعة ودوره في الحد من النزاعات .
وكشفت مجريات الاحداث بعد التاسع من نيسان عام 2003 بروز متغيرات في الساحة العراقية وتحديدا ما جرى من اعمال القتل والتهجير على الهوية لأسباب طائفية، مما تدعو الحاجة الى بحوث تدرس الجوانب المتعددة التي تعالج مفهوم الثقافة الجامعة واثرها في التنمية الثقافية للحد من النزاعات المحلية بين مكونات المجتمع الواحد ، اذ تعد من المواضيع الشائكة والمعقدة والمختلف عليها فكريا وسياسيا ، ونحن اليوم في العراق وبعد مضي اكثر من عقد على التغيير السياسي نجد انفسنا في حاجة ماسة الى البحث في هذه الموضوعات الفكرية والثقافية التي تجمع وتردم هوة التفرقة والتفتيت للنسيج المجتمعي العام ، فالثقافة الجامعة كمفهوم ومصطلح تأخذ في توحيد ابناء الشعب على الثوابت الوطنية العليا.
و يبدأ التركيز في الخطوة الاولى على الاطفال في رياض الاحداث ومن ثم على التلاميذ في المدراس الابتدائية والطلبة في المرحلة الثانوية والجامعات ، ولا يمكن ان تتم هذه العملية الا بإصلاح العملية التربوية ، وايجاد مناهج تربوية بديلة تعتمد على اشاعة روح المواطنة وتركز على الثوابت الاساسية والتي تتمثل في اللغة والدين والثقافة الوطنية والعادات والتقاليد الاصيلة من دون ان تتجاهل الثقافة التاريخية واستحضار دروسها الايجابية المشرقة بغية الاسهام في الحضارة الجديدة ، كما ان اصلاح هذه المناهج لا يتم الا بالابتعاد عن عمليات الترويج للأفكار الطائفية التي ترسخ الفرقة المذهبية بين ابناء الشعب الواحد ، او تلك الافكار القومية الشوفينية التي تهشم النسيج الاجتماعي العراقي المتداخل والمتشابك الاعراق .
من هنا يكون دور النخب الثقافية في معركة الهوية الوطنية في مرحلة التأسيس للدولة العراقية الجديدة وبناء المشروع المستقبلي ، والتي تكمن في التصدي المرحلي لجبهتي الاقصاء والاقصاء المتبادل فيما يخص الهوية الوطنية ، لان هذه الخطوة هي الضمانة الرئيسة في مواجهة الازمات الناشئة عن صراعات الهوية، اذ لا يمكن صياغة وعي سليم للهوية الوطنية بالاستماع للأغاني الوطنية وحفظها عن ظهر قلب .
وبذلك يسعى هذا البحث في الاجابة عن التساؤلات الاتية:
1- هل خطاب الثقافة الجامعة ، خطاب دولة ام مجتمع؟
2 - ماهي التحديات التي تواجه خطاب الثقافة الجامعة ؟
