أهمية اللهجات العامية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
بقلم: الدكتور أفريجون أفندي *
ملخص
إن اللهجة العامية ليست لغةً بل هي طريقة شعبية أو أسلوب للتعبير عند الشعوب، أو لهجة تطورت مع الزمن واختلاط الشعوب العربية بغيرها نتيجة التجارة أو نتيجة استعمار بعض الدول للشعوب والدول الأخرى، حيث دخلت العديد من المصطلحات الأجنبية عند هذه الشعوب حتى غدت لغة التداول اليومية، كما يرجع أيضاَ تشكل اللهجة إلى تطور المجتمعات البشرية عبر العصور. اللَّهجة تسمّى العامية أو المنطوقة أو المحكية أو المحلية أو الدّارجة، وهي "اللّسان الذي يستعمله عامّة الناس مشافهة في حياتهم اليومية لقضاء حاجاتهم والتفاهم فيما بينهم". واللهجات العامية أقدم من الفصحى وكانت لهجات القبائل والعشائر، والفصحى هي القالب المختار لمختلف اللهجات، اللهجات بقيت تتنقل على ألسنة الناس أشكال اللهجات كل شكل منها يدعى لغة عامية. اللهجات العامية سوف تتطور أو سوف تندمج في لهجة عربية واحدة، وبهذا تُشكل معاً لغة عربية واحدة كالفصحى. وهناك الكثيرون ممن يؤيدون دمج العامية والفصحى معاً بحيث تتكوّن لغة جديدة بين الاثنتين.
وأما تقسيم اللهجات العربية حسب استخدامها الرئيسية في الوطن العربي، وهي 1. اللهجة الحجازية ويتحدث بها حوالي 30 مليون شخص من سكان المملكة العربية السعودية والدول الخليجية. 2. اللهجة المصرية ويتكلم بها حوالي 80 مليون شخص في مصر، وهي تعتبر أكثر اللهجات فهمًا في الوطن العربي، وذلك بسبب الانتشار الواسع للأفلام والمسلسلات التلفزيونية المصرية بالإضافة إلى الأغاني. 3. اللهجة العراقية ويتكلم بها حوالي 29 مليون شخص في العراق إضافة إلى سكان إقليم الأحواز (عربستان) والمناطق الشرقية من سوريا وشمال سوريا، والأقاليم السورية الشمالية (جنوب شرق تركيا حالياً). 4. اللهجات الشامية، وتتفرع منها اللهجة السورية و اللبنانية والأردنية والفلسطينية يتحدث بها 35 مليون شخص تقريبًا وهي أقرب اللهجات إلى الفصحى ومن أكثرها فهماً وتداولاً. 5. اللهجات المغاربية، يتحدث بها حوالي 90 مليون شخص في كل من المغرب وموريتانيا والصحراء الغربية والجزائر وتونس وليبيا والنيجر وبعض أنحاء مالي وشمال غرب مصر.
* Dr. H. Aprijon Efendi, Lc. MA (Dosen Bahasa Arab UIN Suska Riau)