web
counter

العربية بين الوظائف اللغوية التقليدية والوظائف الجديدة للغة في عصر المعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

العربية بين الوظائف اللغوية التقليدية والوظائف الجديدة للغة في عصر المعرفة

أ.د. عبد الرحمان أحمد يجيوي

جامعة جازان

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

المملكة العربية السعودية

الملخص

المتأمل في تاريخ اللغة العربية وفي واقعها يجد أن دورها في نشر القيم الإنسانية والحضارية والعلمية والثقافية والأدبية بالإضافة إلى القيم الدينية الإسلامية السمحة التي ارتبطت بالعربية، وارتبطت العربية بها ولازمتها، يجد أنّ دورها مكين متمكّن له أسسه وقواعده العلمية، وسياقه الحضاري، وله امتداداته الروحية، وعوالمه الفلسفية، وتأثيراته في الحضارية الكونية، ووزنه في النظم المعرفية الإنسانية، وفي الأنساق الثقافية، وله مردوديته ونتائجه الكبرى التي لا تضاهيها في الانتفاع بها وفي استلهامها أنساق تواصلية وثقافية أخرى. وإذا كان قد توفر للغة العربية من الشروط ما أهلها لذلك، وأتيحت لها من الفرص ما لم يتح لغيرها، فإن العصر الحديث بأوضاعه وتقنياته ومعارفه وتحدياته وتقلباته وثوراته العلمية والتكنولوجية أفرز وظائف جديدة للغة تزكي الوظائف التقليدية لها، وفرض تعاملا خاصا مع اللغة وقيما مستحدثة للغة.

وهذا البحث يحاول أن ينظر في الوظائف التقليدية للغة، ويبيّن أنّ اللغة العربية قد أدّتها بكل أمانة كما يشهد تاريخها وحاضرها، وفعلها في الحضارة الإنسانية على ذلك.كما يحاول هذا البحث استحضار الوظائف الجديدة للغة ومدى استيعاب اللغة العربية لها سواء أكانت أدوارها معرفية، أم تقنية، أم اقتصادية. حيث إنّ من أهمّ وأخطر ما أُلصق باللغة، وأجلّ ما أُسنِد إليها في العصر الحديث رهانات تحقيق التّنمية بجميع أبعادها الثقافية والعلمية والمعرفية والاقتصادية والاجتماعيّة، أي تنمية الإنسان في وَعْيِه ومعارفه، وتحسين ظروف عيشه، والنهوض بأوضاعه الماديّة والمعنويّة، والسعي الحثيث لسعادته وتحقيق أمنه النفسي والروحي، المادي والمعنوي. واعتُمِد على اللغة في تطوير مهارات الأفراد والجماعات، وتحسين جودة التكوينات، ورفع الكفاءات، وضمان الانخراط في عصر المعرفة لاستمرار وتخليد القيم الكونية... فهل اللغة العربية، اليوم، قارة على أن تقوم بهذه القيم الجديدة؟

لقد أصبح للغة _في العصر الحالي_ دور حاسم في الانخراط في عصر المعرفة، وانضافت إلى وظائفها التقليدية وظائف جديدة فرضتها التطورات المعرفية، والثورات الإعلامية والتكنولوجية. وأصبح من الواجب أن تستجيب للتغيرات العلمية والثقافية والاجتماعية التي أفرزها عصر المعرفة. كما أصبحت ملزمة بالانخراط في وضع خريطة القيم الجديدة، والأنساق المعرفية المتحكمة في ذلك، والإسهام في الرفع من مردودية الوظائف الاقتصادية وجودة القيم التقنية، وفعالية القيم الأدواتية، وبالتالي النهوض بكل ما يمكنها من القيام بمهامها المعرفية نقلا وترويجا وإنتاجا. فهل نستحضر في تحليلنا للأوضاع اللغوية، وتقييمنا لها، ومحاولة تفسيرنا لمسارات اللغة هذه الأبعاد والقيم الجديدة للغة؟

Rekomendasi Artikel: