بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم
جامعة أم القرى
كلية اللغة العربية
أسس تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
الباحث : أ.د/ عبدالله بن ناصر القرني
عميد كلية اللغة العربية – جامعة أم القرى
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص البحث
اللغة العربية من اللغات العريقة المنبت، الواسعة الأفق، اتسعت فأحاطت بأبعد انطلاقات الفكر، وارتفعت حتى صعدت أرقى اختلاجات النفس، وقد زادتها مرونتها تفاعلا ونماء وقدرة على النهوض بتبعاتها الحضارية عبر التطور الذى تعيشه الإنسانية في مسيرتها منهجا وفكرا على السواء ، وكان لها عبر الزمن الأصالة المتجددة والميزات المطواعة المتطورة .
· وقد عُلم أنه لا يمكن أن يتقدم بحث مع غياب منهجي، وأنه ليس من عيب في أن ينتفع الباحثون والعلماء بما بين أيديهم من المناهج والعلوم التي يدرسونها ولا في أن يصطنعوا في تفكيرهم النمط المألوف في زمنهم ، فإن للتفكير في كل زمان مناهج متبعة ومبادئ مسلمة ، قد لا يخلص منها إلا من تعلق بوحى ، وإذا نحن جهلناها لم نستطع أن نقدر منشأ كل رأى وغايته ومتسرب الخطأ إليه أو إحاطة الصواب به شريطة أن تكون هذه المناهج معينة على إخراج ما لدينا من لآلئ دون أن نقلب لتراثنا وحضارتنا ظهر المجَن وفق الأهداف التي رسمت لها سلفا علي أساس من فكر واع رشيد ، لأن الفكر هو الذى يتوسل به الإنسان إلى توسيع نطاق اللغة وتنظيمها فيدخل فيها -عند الحاجة- كلمات جديدة, أو يبتدع فيها أساليب طريفة, ويضع لها قواعد وأسس تساعد الناس على تعلمها- لأهلها أو لغير الناطقين بها- تحفظهم من الخطأ عند النطق بها.
· إنّ تعليم اللغة العربية -لغير الناطقين بها- في عصر العولمة والتفجّر المعرفي يستوجب تعليمها لتحقيق وظائفها الفكرية والاجتماعية ، على أ ساس العلاقة الوثيقة بين اللغة والفكر ، وبين اللغة والمجتمع ، ومن هنا يكون تعليم اللغة تعليم للتفكير ، ومجال خصب لتدريب الطلاب على مهارات الاستنتاج والتحليل والمقارنة والتمييز ، وإصدار الأحكام .
· إن تعليم اللغة العربية بحاجة ملحة إلى نظرية تعليمية لغوية ، مستمدة من فهم عميق لطبيعة اللغة نفسها ، وطبيعة تعلّمها وتعليمها ، ووظيفتها في المجتمع ، ودورها في التنمية الشاملة للمتعلمين : معرفياً ، ووجدانياً ، ومهارياً ، ونفسياً ، وفكرياً ، واجتماعياً ؛ بحيث تظهر نتائج تعليمها واضحة على الأداء اللغوي للمتعلمين . ولكي تتحق الغايات النبيلة من تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام ؛ فإن الآمال معقودة على المخططين اللغويين ، والقائمين على شؤون تعليمها في البلاد العربية والإسلامية ، وتأصيل تعليمها ، وتوظيف معطيات علم اللغة ، وعلم النفس اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي عند بناء مناهج تعليم اللغة وتنفيذها وتقويمها وتطويرها .
ومن المؤكّد أن الاهتمام باللغة العربية تعلماً وتعليماً هو اهتمام بالقرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، ومحافظة على الهوية العربية الإسلامية من الذوبان ، وأن أيَّ تخطيطٍ في المجتمع ينبغي أن يكون على رأسه تخطيط لغوي يعبر عن فكر الأمة ؛ ذلكم أن حياة الأمة مرهونة بحياة لغتها ، وارتفاع بنيان حضارة الأمة معتمد على ارتفاع لغتها ، وأن اللغة عندما تقوى تشتدّ أركان الحضارة.
ولمَّا كان تعليم العربية لغير أهلها قضية ذات أهمية وجب العناية بأسسه وطرائقه ، إذ لو بُنِيَ المنهجُ وَفْقَ تخطيط لغوي سليم لأدى إلى النجاح المتوقع منه 0
ولهذا جاء البحث ليسهم في وضع أسسٍ يرَى الباحث ضرورة الأخذ بها في بناء منهج تعليم اللغة للناطقين بغيرها 0
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
نحمدك اللهم ونستعينك, ونؤمن بك ونتوكل عليك, ونستمد من فيضك –وحدك- سبل الرشاد، فامنحنا بفضلك دوام العناية وغاية الدراية بالهداية والوقاية, في البداية والنهاية واعصم اللهم قلمي من شر مخيلة تعبث بالفكر أو سرف يغتال طهر الكلمة ونبل الغاية، وصلاة وسلاماً على من كملت محاسنه ظاهرا وباطنا, فلم ينطق إلا عن حكمة, ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة. أما بعد
فللفكر أثر في اللغة عظيم, ولولا الفكر لفقدت اللغة خواصها ولم يكن لوجودها فائدة, فإن الفكر هو الذى يربط الألفاظ بمعانيها فيعمد إليها وهى أصوات فارغة, فيردها كالأصداف تحمل من درر المعاني ما يبهر العقول, أو كالأغصان تحمل من الثمار ما تشتهى الأنفس.
والفكر هو الذى يتوسل به الإنسان إلى توسيع نطاق اللغة وتنظيمها فيدخل فيها -عند الحاجة- كلمات جديدة, أو يبتدع فيها أساليب طريفة, ويضع لها قواعد وأسس تساعد الناس على تعلمها- لأهلها أو لغير الناطقين بها- تحفظهم من الخطأ عند النطق بها.([1] )
كما تؤثر اللغة في الفكر من جهة أن المعاني لا تتمايز ولا تخرج في وضوح إلا أن يشار إلى كل معنى بلفظ يخصه, فاللغة وسيلة إيضاح المعاني الغامضة, وتنسيق المعاني المختلطة, وتأثير اللغة في وضوح المعنى وتنظيمه أمر لا شبهة فيه، إذ "اللغة تصور ما يخطر في الفكر من المعاني, وهى التي تجعل المعاني محفوظة باقية، ولا تقتصر اللغة على نقل ما يجرى في أقوال الأجيال الماضية من المعاني الحيوية, أو الآراء العلمية أو الأدبية, بل تنقل إلينا طرق تفكيرهم, ومن الواضح أن الأقوام يختلفون في طرق التفكير وطرز تفكير كل قوم مبثوث في ألفاظهم, ومدلول عليه بأساليب مخاطباتهم".([2])
إنّ تعليم اللغة يكون أكثر فاعلية إذا قام على أساس تناول مهارات اللغة على أنها وحدة متكاملة ، تؤدي دوراً وظيفياً في الحياة الفكرية والاجتماعية بدلاً من التركيز على الجانب النظري والمعرفي في معالجة اللغة .
ولكي تتحقق الغايات النبيلة من تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام ؛ فإن الآمال معقودة على المخططين اللغويين ، والقائمين على شؤون تعليمها في البلاد العربية والإسلامية ، وتأصيل تعليمها ، وتوظيف معطيات علم اللغة ، وعلم النفس اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي عند بناء مناهج تعليم اللغة وتنفيذها وتقويمها وتطويرها . ولمَّا كان تعليم العربية لغير أهلها قضية ذات أهمية وجب العناية بأسسه وطرائقه ، إذ لو بُنِيَ المنهجُ وَفْقَ تخطيط لغوي سليم لأدى إلى النجاح المتوقع منه 0
ولهذا جاء البحث ليسهم في وضع أسسٍ يرَى الباحث ضرورة الأخذ بها في بناء منهج تعليم اللغة للناطقين بغيرها ،وقد جاء البحث في مقدمة و تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة
التمهيد : التخطيط اللغوي وأثره في الكشف عن المشكلات والعقبات 0
المبحث الأول :المتعلم ودوره في بناء المنهج0
المبحث الثاني : المُعَلّم وأثره في نجاح التعلم0
المبحث الثالث : المنهج وأسسه العلمية والفنية 0
ثم خاتمة تتضمن أبرز نتائج البحث وتوصياته
وبالله التوفيق ،،،
التمهيد : التخطيط اللغوي وأثره في الكشف عن المشكلات والعقبات
اللغة هي صائغةُ الوجود الداخلي للإنسان والأمة بأسرها ، لذا فإن أيَّ تخطيط لجانب من جوانب الحياة في الأمة ، لا يستقيم أمره ، بعيداً عن التخطيط المحكم لسلامة وصحة الوجود الداخلي للإنسان نفسه ، ولفكر الأمة ، وعلى رأس قائمة هذا التخطيط يتربّع التخطيط اللغوي ( [3] ) .
ويشكل التخطيط اللغوي مرحلة مهمة في بناء منهاج اللغة العربية للناطقين بغيرها وذلك لأنه يمثل مرحلة استباقية لمعرفة مواطن الخلل ، أو الإشكاليات التي تواجه المتعلم والمعلم ، وذلك لما للمنهاج من أهمية في مراعاة ظروف المتعلم وخصوصياته ، إضافة إلي أثر التخطيط في ترتيب المنهاج وفق الأولويات التي يفضل أ ن يسير عليها ليتدارك ما يمكن أن يقع من أخطاء.
وتؤكد الأدبيات المتاحة في مجال تعليم اللغة على أن من مهام التخطيط اللغوي تصميم المداخل ([4] )التعليمية المتسقة مع طبيعة اللغة ، وطبيعة تعلّمها وتعليمها ، وما يناسبها من طرق التدريس التي تتيح للمتعلّم ممارسة اللغة ، واستخدامها ، الذي يؤدي بالمتعلّم إلى تعلّم اللغة ، وبالتالي تماسك لبنات بنائه اللغوي .
إن تصميم المداخل التعليمية يساعد واضعي مناهج تعليم اللغة ومنفذيها على توجيه تعليمها وتعلّمها نحو تحقيق غاياتها ؛ حيث إن تصميم المداخل يشير إلى النظرية اللغوية التربوية التي يتبناها واضعو المنهج التعليمي اللغوي ، مما يؤمّن المناخ التعليمي الملائم لسير العملية التعليمية ، ويعمل على تحقيق أفضل النتائج ([5] ).
وقد تجاذبت تعليم اللغة تنظيراً وتطبيقاً مداخل عديدة ، كان من أبرزها : المدخل الموضوعي " التفريعي " ، والمدخل التكاملي ، والمدخل المهاري، والمدخل الاتصالي ، والمدخل الوظيفي . وهذه المداخل ليست الوحيدة التي توجه ، وتضبط تعليم اللغة ، وإنما هناك مداخل أخرى كثيرة ، بعضها يتصل بالنشاط اللغوي ، وتحديد الأهداف ، وتنمية الإبداع ، والتعلّم الذاتي ، فضلاً عن المدخل التقني الذي أخذ يفرض نفسه بقوة على تعليم اللغة ؛ استجابة طبيعية للتفجر العلمي والتطور التقني في العصر الحاضر
· ومن المؤكّد أن الاهتمام باللغة العربية تعلماً وتعليماً هو اهتمام بالقرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، ومحافظة على الهوية العربية الإسلامية من الذوبان ، وأن أيَّ تخطيطٍ في المجتمع ينبغي أن يكون على رأسه تخطيط لغوي يعبر عن فكر الأمة ؛ ذلكم أن حياة الأمة مرهونة بحياة لغتها ، وارتفاع بنيان حضارة الأمة معتمد على ارتفاع لغتها ، وأن اللغة عندما تقوى تشتدّ أركان الحضارة ( [6]) .
لذا ، فإن تبني أفكار مُدْخل تعليمي يساير طبيعة اللغة العربية في بناء مناهج تعليمها ، وتطوير طرق تدريسها ، وتعليمها للتلاميذ في مراحل التعليم العام يعتبر مطلباً تربوياً وتعليمياً ملحاً ، للتخفيف من الأزمة التربوية الحادة المتمثلة في تدني كفاءة وفاعلية مخرجات التعليم بكافة مراحله ومستوياته ، ومنها المخرج اللغوي للناطقين بغيرها.
· إن عملية وضع مُدْخل لتعليم اللغة عملية تُنسجُ خيوطها الفكرية على مستوى التخطيط اللغوي قبل تصميم مناهج تعليم اللغة وبنائها ، عملية ترتبط بكيفية اختيار المادة اللغوية التعليمية ، وكيفية تدريج المادة اللغوية التعليمية التي تمّ اختيارها ، وكيفية تقديم المادة التعليمية اللغوية التي اختيرت ودُرِّجت ، ثم بعد هذا وذاك كيفية تقويم ما اختير وما دُرِّج وما قدِّم .
· ومن المؤكّد أن تبني مُدْخلاً بعينه لتعليم اللغة وتعلّمها عملية فكرية قائمة على التخطيط المحكم والأفعال العقلانية بعيدة كل البعد عن العشوائية والارتجال ، تنعكس نتائجها على تخطيط مناهج تعليم اللغة وبنائها ، وتنفيذها ، وتقويمها وتطويرها .
· إن الأفكار التي ينطوي عليها المدخل التعليمي اللغوي تأخذ طريقها إلى معلمي اللغة لتنفيذها من خلال وثيقة المنهج ، فيتأثرون بها ؛ فالمعلّم الذي يعتقد بأن تعليم اللغة تعليم موادٍ لغوية منفصلة سوف يعنى بالمعرفة اللغوية على حساب مهارات اللغة ووظيفتها وتعليم ثقافة اللغة ، وبالتالي سيوجِّهُ أساليب التدريس وإجراءاته وأنشطته لتحقيق ذلك ، وتوجيه جهود المتعلمين نحو المعرفة والحفظ وتخزين المعلومات ، في حين أن المعلّم الذي يدرك تمام الإدراك بأن اللغة وحدة واحدة وكل متكامل ، فإنه سوف يُعنى بإعداد دروس لغوية يساعد من خلالها المتعلمين على تعلّم اللغة وتعلّم ثقافتها واكتساب مهاراتها ، وسوف يوجه مناشط التعليم لخدمة هذه الفكرة ، وجدير بالذكر أن وضع مدخل لتعليم اللغة عملية منظمة تتمخّض عنها المبادئ والأسس الرئيسة لخطة تعليم اللغة ، ففي المُدْخل تحدد المواقف اللغوية الاجتماعية وما يدخل فيها من أمور يجب مراعاتها في تعليم اللغة ، مثل الثقافة والتقاليد الاجتماعية التي تنعكس في اللغة . كما أن خصائص اللغة تفرض نفسها على تعليم اللغة من خلال المبادئ التي يتضمنها المُدْخل عادة ، فاللغة العربية – على سبيل المثال – لغة اشتقاق ، ولهذا ينص المُدْخل على تعليم الاشتقاق ؛ لما له من أثر في التنمية اللغوية لدى المتعلمين . أما نظريات علم النفس اللغوي فتتمخض عنها استراتيجيات التعلّم ونماذج الأداء ، حيث إنها تلقي الضوء على كيفية اكتساب اللغة ، وأساليب التعلّم اللغوي ، وأبرز الطرق التي من خلالها يمكن للمتعلّم أن يتعلّم ، كالنشاط ، والمحادثة ، والحوار ، والتدريب . ([7] )
المبحث الأول :المتعلم ودوره في بناء المنهج :
· إن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يقوم على العلاقة بين المتعلم والمنهاج بما يتضمن من مادة مناسبة ، وكذا المعلم ،إذ لابد لواضع المنهاج من معرفة طبيعة المتعلم وأهدافه وبيئته وثقافته ،مع رصد واضع المنهاج لمدى استجابة المتعلم وتفاعله معها وتقبله لمضامينها وفق أساليب التدريس والتقويم الحديثة" إن المعنيين ببناء المناهج وكذا المعنيين بتنفيذها لابد لهم من معرفة شاملة بأبعاد هذه الناحية ، أي : أنهم يجب أن يكونوا مدركين لطبيعة المتعلم ،وأفضل الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى تعلم ما نرجو تعلمه وأفضل السبل اللازمة لذلك"([8]) .
· ويؤكّد: أحمد المهدي عبد الحليم ([9]) على أن تعليم اللغة وتعلّمها يجب أن ينسجم مع طبيعتها ، وحيث إن اللغة ظاهرة اجتماعية فإن تعلّمها يجب أن يرتبط بمواقف اجتماعية واقعية أو افتراضية ، لا أن يتمّ بمعزل عن تلك المواقف ، وحيث ذلك فإن تعليم اللغة لا يكفي فيه مجرد المعرفة بالأشكال اللغوية وقواعدها ، وإنما ينبغي أن تُستثار فيه العمليات العقلية العليا ؛ لأن الأداء اللغوي بناءٌ ، ونسجٌ ، وصياغةُ معانٍ وأفكارٍ تختلجُ في نفس منتج اللغة ومتلقيها ، وبالتالي فإن تعليم اللغة يكون فاعلاً عندما يكون وسيلة لتنمية الإدراك والفكر والتأمل والتبصّر والمقارنة والتّذوق ، وتحقيقاً لوظائف الفرد والمجتمع .
وذلك تحقيقا لمفهوم التكامل في الدرس اللغوي بمفهومه الشامل ،فمفهوم (التكامل ) هو: عملية تحدث في المتعلّم ، تعني أن ما يتعلّمه يصبح جزءاً من شخصيته ، يمتزج بما لديه من فهم وقدرات واتجاهات ، ليكون ما تعلّمه مفيداً وذا معنى عنده ، يُترجمُ في سلوكه مباشرة ، ويتفاعل مع خبرات أخرى سابقة لديه([10]) .
ويستمد المدخل التكاملي في تعليم اللغة أسسه من كون الإنسان يُنتجُ لغةً متكاملة ، وهو يمثلُ اتجاهاً حديثاً في تعليم اللغة العربية وتعلّمها ، لأنه يساير طبيعة اللغة ، ويقضي على تفتيت اللغة وتجزئتها إلى فروع ، ويستند إلى أسس لغوية ، ونفسية لغوية ، ولغوية اجتماعية تؤكّد على أن اللغة مهارات أربع : الاستماع ، والتحدُّث ، والقراءة ، والكتابة ، وأن هذه المهارات هي محور ومرتكز تعليم اللغة ، دون فصلها عن بعضها بعضا ، بل تتم معالجة الدرس اللغوي على أساس أنها وحدة واحدة ، تسعى لتحقيق غاية واحدة ، هي التواصل اللغوي السليم في المحيط الاجتماعي .
وفي مجال تعليم اللغة –لغير الناطقين بها-فإن التكامل أسلوب لتنظيم عناصر الخبرة اللغوية المقدّمة للمتعلّمين ، وتعليمها بما يحقق ترابطها وتوحدها بصورة تمكنهم من إدراك العلاقات بينها ، وتوظيفها في أدائهم اللغوي ، وذلك من خلال محتوى لغوي متكامل البناء ، ترتبط فيه توجيهات الممارسة والتدريبات اللغوية ، والقواعد اللغوية بمهارات اللغة ، ونوع الأداء المطلوب ؛ من خلال نص لغوي متكامل ، يعالج بطريقة تعتمد إجراءاتها على التكامل والتدريب والممارسة اللغوية ، وتقويم أداء المتعلّم بصورة تكاملية ؛ وذلك بما يحقق التكامل بين جوانب الخبرة اللغوية : معرفياً ووجدانياً ومهاريا([11])
· إن النظرة الشمولية في تعليم اللغة يعني – باختصار شديد – تنظيم المادة التعليمية اللغوية ، وتدريجها ، وتقديمها متكاملة في هيئة مهارات لغوية وظيفية متجاوزاً تقسيمها فروعاً متفرقة ومعلومات مجزأة ، وخبرات لغوية مفتتة . وهو بتعبير آخر النظر إلى اللغة ، عند بناء مناهج تعليمها ، وإعداد كتبها ، وتحديث طرق تدريسها ، على أنها وحدة مترابطة متماسكة ، وليست فروعاً معرفية مختلفة ([12]) .
· ويستند التكامل في بناء المحتوى التعليمي اللغوي على أحدث معطيات علم النفس التربوي ؛ فالتعلّم في نظره قائم في أساسه على نشاط المتعلّم نفسه ودافعيته للتعلّم ، فهو لا يتعلّم إلاّ ما يمثل حاجة لديه ، ويشعر بفائدته وجدواه ، فضلاً عن أن أسلوب التكامل يعترف بالفروق الفردية بين المتعلمين فيقدّم لهم مناشط تعليمية منوّعة ، وأوجه تعلّم مختلفة ، تمكنهم من التعلّم الهادف في حدود إمكاناتهم وخبراتهم واستعداداتهم ، ولذا فإنه يهتم كثيراً بتكاملية أشكال المعرفة والخبرات والمهارات وتحقيق الحاجات التعليمية ، وتكاملية الأنشطة والوسائل التعليمية ، كما يعمد لتحقيق أهدافه إلى تفعيل طرق تدريس تكاملية تفاعلية قائمة على التفاعل المستمر بين المعلّم والمتعلّم ، واعتبار المتعلّم ركناً رئيسا في العملية التعليمية ، يحتاج إلى تكاملية مستمرة في عمليات تقويم أدائه ، وتقويم ما له علاقة بتعلّمه. ([13])
المبحث الثاني : المُعَلّم وأثره في نجاح التعلم:
للمعلم دوره المحوري الذي لا ينكر في العملية التعليمية ويكاد الحديث يكون منحصرا عن المعلم في تكوينه وطرق تدريسه ، لذا ينبغي وضع آلية محددة المعالم لتأهيل المعلم تقوم علي ثلاثة محاور: محور الإعداد اللغوي ، ومحور الإعداد المهني ، ومحور الإعداد الثقافيهذهالمحاورالثلاثةلدىالمعلم،من خلالمشروعيمكنتسميتهب"اختبارالكفايةلمعلمالعربيةللناطقينبغيرها" وفقالضوابطالآتية:
التحكمفي اللغةالعربية،والمعرفةالكافية بمستوياتالدرساللغويالأساس،وأعنيبها: الأصوات ،والصرف،والتراكيب،والدلالة،والمعجم،ومناهجتدرسيها؛ليتمكنمنانتقاءمايساعدهعلي إيَجاد التلاحمالوظيفيلهذهالمستويات؛فالمعلم الضعيففيلغته،غالبامايجدطلابهصعوبةفيفهممادته،ومعظمالقصورفيالأداءوالدخلاللغويللطلابسببهالقصورفيلغةالمعلم؛لأنالمعلمنموذجللطالب،وبخاصة المعلمفيبرامجتعليماللغةللناطقينبغيرها.
· الاطلاععلىكيفيةتدريساللغةالعربيةللناطقينبغيرها، والتمكنمنطرقالتدريسالحديثةفيتعليم اللغات،والخبرةفيعرضكفايتهااللغويةوالتخاطبية،والوقوفعلىمناهجتحليلالخطاب،منطوقهومكتوبه، وتنوعاتهالسياسيةوالاقتصاديةوالاجتماعية، وغيرهاممايعرفبلسانياتالنص. وتبادل الخبراتفيتنميةمهاراتالاستماعوالقراءةوالكتابةوالتعبير،وإيجادالتناسقبينالموادالسمعيةوالبصرية.
· الاهتمامبثقافةمعلماللغةالعربيةللناطقينبغيرها؛لأناللغةوعاءالثقافةوالفكر،وبغيرالإحاطة بأدواتهالايستطيعالمدرسالتعاملمعمضمونها،فضلاعنإيصالها،وهذايقتضيمنمعلمياللغةالعربية للناطقينبغيرها،التزودبالثقافةاللازمةلذلك،وهيمسألةلاتقلأهميةعنتعليمالمهارة،إنلمتفقها،ومنها.
· المعرفةالواضحةبمصادرالفكرالإسلامي،قرآنًاوسنة؛وذلكليتمكنمنالاستشهادبهمابقراءة سليمة،لمايتركهذلكمنأثر إيَجابيكبيرفي نفوسالطلاب والدارسين.
· الاطلاععلىأهممعطياتالعلومالمساندة،كعلمالنفس،وعلماللغةالتطبيقي،ومناهج التدريسوأساليبه،وكيفيةإعدادالاستبانات،ووضعالاختبارات،وتقويمالطلابوالمناهج.
· باختصار،يَجبعلىمدرسالعربيةللناطقينبغيرها ،أنيكونمحترفًالاهاويًا،ملتزمًا بتعليمالعربية،تعليمًاحضاريًا،قائمًاعلىأسسعلميةتربويةسليمة،وليستعليمارتزاقأواجتهادتتحكم فيهالمشاعروالأهواء،أوالقناعاتالفكريةالفردية،والمنهجيةالضيق(([14] وهذايقتضيمتابعةتطويرقدراتالمعلم،بعقددوراتتعليميةمكثفة،ودوراتتربويةمنهجيةوسلوكية،قائمةعلىرصدملاحظاتحاجةالمعلمفي العامالتدريسيكله،والعملعلىتقديمالحلوللمايعترضهمنمشاكلتعليمية،تعوقهعنتعليماللغةالعربيةللناطقين، وإذا كانت طرق تدريس اللغة الأجنبية كثيرة متعددة وليس منها ما هي مثالي ومناسب لكل المواقف التعليمية، فمعنى ذلك أنه ينبغي على معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها ألا يتقيد بطريقة معينة دون غيرها، وإنما ينتقي منها ما يناسب الموقف التعليمي الذي يجد نفسه فيه. ·
وهناك عدة أسس ([15]) يمكن أن يلجأ إليها المعلم وهو يختار طريقة التدريس المناسبة، وهي:
أ. المجتمع الذي تدرس فيه العربية كلغة ثانية.
ب. أهداف تدريس العربية كلغة ثانية.
ج. مستوى الدارسين وخصائصهم.
د. اللغة القومية للدارسين.
ه. إمكانيات تعليم اللغة.
و. مستوى اللغة العربية المراد تعليمها، فصحى، عامية... إلخ.
معايير اختيار الطريقة
إلى جانب أسس اختيار الطريقة ثمة معايير ينبغي أن يتم في ضوئها اختيار الطريقة، وهي:
أ. السياقية: أي أن تقدم الطريقة كافة الوحدات اللغوية الجديدة في سياقات ذات معنى تجعل تعلمها ذا قيمة في حياة الدارس.
ب. الاجتماعية: أي أن تهيئ الفرصة لأقصى شكل من أشكال الاتصال بين المتعلمين.
ج. البرمجة: أي أن توظف المحتوى اللغوي الذى سبق تعلمه في محتوى لغوي جديد، وأن تقدم هذا المحتوى الجديد متصلا بسابقه.
د. الفردية: أي أن تقدم المحتوى اللغوي الجديد بشكل يسمح لكل طالب كفرد أن يستفيد. فإن الطريقة الجيدة هي التي لا يضيع فيها حق الفرد أمام تيار الجماعة.
ه. النمذجة: أي أن توفر نماذج جيدة يمكن محاكاتها في تعليم اللغة.
و. التنوع: أي أن تعدد أساليب عرض المحتوى اللغوى الجديد.
ز. التفاعل: أي أن فيها يتفاعل كل من المتعلم والمعلم والمواد التعليمية في إطار الظروف والإمكانيات المتوفرة في حجرة الدراسة.([16])مع حرص المعلم أن يعطي لكل متعلم الفرصة للممارسة الفعلية للمحتوى اللغوي الجديد و منطلقاً لتعليم اللغة في ضوء مهاراتها ، مما يحفظ للغة وحدتها وتكاملها ، والسير في ذلك على هدي المسلمين الأوائل في اختيار النص اللغوي الذي يكسب المتعلمين ثروة لغوية ، مع تدريب الطلاب من خلال دراسة النص على مهارات لغوية متكاملة ، تشمل الجوانب المعجمية ، والنحوية ، والبلاغية ، والنقدية ، والتعبيرية ، علاوة على المهارات القرائية، ومهارات الكتابة ، ومهارات الاستماع والتحدّث ، وتنميتها لديهم .
المبحث الثالث : المنهج وأسسه العلمية والفنية
لاأحديستطيعأنينكرالجهودالمشكورةالتيأخذتتبذلفيالعلمالعربيوالإسلامي،خلالالسنوات الأخيرة،فيعقدندواتمتخصصةبتعليمالعربيةللناطقينبغيرها،وظهوركثيرمنالمعاهد،ومراكزالبحوث المتخصصةفيذلك،وإعدادكتبتعليمالعربيةللناطقينبغيرها،وبناءمناهجها،ممايمثلبداياتمشرفةلتعليمالعربية ،لكنالمتأملفيالاتجاهاتالعامةلهذهالكتب،وأدبياتهافيبناءمناهجها،يلًحظأمرابارزافيمعظمالأمور التيبذلتفيهذاالمقام،هو:"التعددية،وغيابالتنسيق،وعدموضوحالرؤيةالتيتوجهالمنهجبشكلصريحبالإضافةإلىعدةأمور،أهمها:
أولًا: تشيرالإحصائيةالتيقامبهامعهداللغةالعربيةبجامعةأمالقرىإلىأنحركةتأليفالعربية للأجانبتتمركزخارجأرضالعرب،وعلمائهاالذينينتمونإليهالغةوثقافةوحضارة!فمجموعماينتجمن هذه الكتب ،وفقهذهالإحصائية،فيأمريكا،وألمانيا،وانجلترا،وفرنسا،حوالي 52 %.( [17])
ثانيًا: أنعددًاغيرقليلمنمؤلفاتتعليماللغةالعربيةللناطقينبغيرها،يفتقرإلىالشمول،وإلىمنهجية واعيةفي معالجةكثيرمنالمشكلاتاللغويةالتييقابلهاطالبالعربيةمنالناطقينبغيرهافي مداراتمتتالية،من حيث: الأصوات،والصرف،والتراكيب،والمصطلحالنحوي،والمعاجم؛فماتزالمشروعاتنافيتعليمالعربيةللناطقين
بغيرهاتحتاجإلى "رؤية" متكاملةلعلاجهذهالمشاكل،لدىالمعلموالمتعلمكليهما،و"وضع" معاييرمتفقعليها،لبناء المناهجالتيتعالجتلكالمشكلات،و"ضوابط" تدريسالعربيةخارجالوطنالعربي) منحيث: المداخل،والطرائق، والإجراءات( و"تخطيط" تفصيليدقيقللقضاياالفكريةوالحضاريةالتييقدمهاالمنهاجللطالب،والتييُنتظرأنتؤثر فيتكوينفكرهعنثقافةهذهاللغة،وحضارتها،واتساعرقعتها،و"اتفاق" علىمواصفات"الكفايةاللغوية"
ووكلمستوىمنمستوياتها،وعددساعاته،حتىيصلالطالبإلىتعبيرأمثلباللغةفهاماوإفهاما. ولعل
غيابذلككلهفيدرسنااللغويللناطقينبغيرالعربية،راجعإلى "نقصالوثائق"،و"الدراساتالميدانية" و"غياب
هيئة" تنسقبينالمراكزاللغويةالمختلفة،التيتعمل،غالبا،فيجزرمنعزلةعنبعضها .
ثالثا:أنالعديدمنهذهالكتبينطلقمنأنطالبالعربيةمنالناطقينبغيرها،لايختلفونفي طبيعة تحصليهمللعربيةعننظرائهممنالناطقينبها؛ومنثمفالمشكلاتاللغويةواحدة،والاستراتيجياتالمتبعةفيبناءالمنهجتكادتكونواحدةوهذامانلاحظهبوضوحفيمعالجةكثيرمنكتبتعليمالعربيةالمطروحةفيهذا الميدان،لقضاياالنحوالعربي،وهوالموضوعالمحوريفيعلمالعربية،وهيكلنظامهاوبنيتها،فتعتمدعلىمداخل وموضوعاتتقليديةفيتعليماللغة،متأثرةبمنهجيةتعليمهالأبنائها.
والحقأنهناكأوجهاختلافكثيرةبيناكتسابالعربيةب) وصفهااللغةالأم،وتعلمهابوصفهالغةثانية)؛
ومنثميخطئخطأجسيما،منيقومبتعليمالعربيةللناطقينبغيرها،أومنيقومبتأليفكتبهم،منمنطلقأنتعليم العربيةلهميشبهتعليمالعربيةللأطفالالناطقينبالعربية،
لذا يبدو لي أن منهج تعليم اللغة يكون أكثر فاعلية إذا تناول مهارات اللغة على أنها وسائل لتحقيق غايات أرحب وأهم ، وعلى رأس قائمتها يأتي الاتصال ، ومن ثمّ فإن التركيز على هذه المهارات ، والنظر إليها نظرة متوازنة في برنامج تعليم اللغة يساعد على تنمية لغة المتعلّمين نموّاً متوازنا . كما يمكن لتعليم اللغة العربية أن يحقق أهدافه بشكل جيّد إذا اتجه التخطيط اللغوي نحو الأخذ بالاتجاه التكاملي في تعليم اللغة ، والتوجّه نحو تمهير تعليمها ، والنظر إلى اللغة على أنها مهارات أكثر منها محتوى ، فالتشابه بين التكامل والتمهير كبير جداً ، لا يمكن تجاهله ؛ حيث إن إحدى صور التكامل تتحقق في التكامل بين مهارات اللغة ، على مستوى النظرية والتطبيق ، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن أن يستقيم حال تعليم اللغة العربية بعيداً عن إدارته في ضوئهما . ،لذا أرى أن البرنامج التعليمي الذي يأخذ بالاتجاه التكاملي المهاري في تعليم اللغة يعمد إلى وضع المهارات اللغوية النوعية ، لكل مهارة لغوية من مهاراتها الأربع الرئيسة ، في مسلسلات هرمية متدرّجة ؛ لينطلق منها نحو تحديد أهداف تعليم اللغة في كل مرحلة تعليمية ، بل وفي كل صف دراسي ، وتضمينها المحتوى التعليمي اللغوي المقدّم للتلاميذ ، وتصميم التدريبات والأنشطة اللغوية في ضوئها ؛ لأن تحديد المهارات اللغوية النوعية يساعد على وضوح الرؤية عند تأليف كتب تعليم اللغة ، كما يبصِّر المعلمين بالمهارات المستهدفة بالتدريب في كل مرحلة تعليمية ، وفي كل صف من صفوفها .
كما أنه يحدد المهارات المستهدفة تحديداً دقيقاً واضحاً ؛ للكشف عن الأهداف التعليمية التي تحققت ، وتلك التي لم تتحقق ، مما يساعد على توجيه تعليم اللغة نحو سدِّ الثغرات التي يكشف عنها تقويم البرنامج ، ليعاد النظر فيه بتطويره ، وتلافي جوانب القصور فيه ، ودعم جوانب القوة.
كما يحسن بواضع المنهاج أن يراعي بعض الأسس الفنية التي تساعد علي تقبل المتعلم للمنهاج من ذلك:
1) الابتعاد عن الحديث في الجوانب الدينية التي قد تخالف ديانة المتعلم.
2) الابتعاد في النصوص عن الفردية والإقليمية وخصوصية العرق أو الجنس التي قد تثير المتعلم مما قد يؤدي إلى نفوره .
3) ضرورة أن تكون مادة النصوص إنسانية ، وذات أثر في نفسية المتعلم ، ولها صلة بالواقع الذي يحياه.([18])
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله رب العالمين،
الخاتمة
الحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة والسلام على من كملت محاسنه ظاهرا وباطنا، وبعد
بعد هذه الرحلة الماتعة، قد يكون من غير المناسب أن أذكر كل القضايا التي عولجت كما لاأرى العودة لاستنطاقها عما كشفت ، لذا آثرت أن تكون خاتمتي تأكيدا على أهمية ما يلي:
1) التخطيطالواعي،الذيتحكمهرؤىواضحة،بعيداعنالارتجال،أوالتكرار،أوالخلط،أوويجملأنتكونخطةتعليمالعربيةللناطقينبغيرهاخاضعةلتخطيطمركزيعلىمستوى العالمالعربيوالإسلامي،منخلالالمنظمةالعربيةللتربيةوالثقافة والعلوم)إيسيسكو) بالاشتراكمعمجامعاللغةالعربية،والعملعلىإنشاءقناةفضائية،ومواقععلىالشبكة العنكبوتية)الإنترنت( متخصصةفيتعليمالعربيةللناطقينبغيرها.
2) العملعلى"تعريب" دارسالعربيةمنالناطقينبغيرها،وإحاطتهبكلمايقربهمنبيئةاللغةالتي يتعلمها،وإغراقهفيجوها،ومنثمترجمةالمنهجاللغويترجمةعمليةفيالواقعوالسلوكالذاتيللمتعلم،بدلا منأنندرسلغتنافيضوءمنجز "الآخر"وثقافته.
3) التطلعإلى "مقاربة" ماأنجزهالآخرونفيتعليملغاتهم،و"تراسل" التجارببينالمؤسسات الأكاديميةفيالوطنالعربي،و"استثمار" منجزاتنظرياتالتخطيطاللغوي،ومعطياتاللسانيات الاجتماعيةالتطبيقية،والعلاقةبيناللسانياتوالحاسوب،وماانتهىإليههذاالتعالقمنبروزاللسانيات الحاسوبيةومعالجةاللغاتالطبيعية،و "الاستفادة" الجادةالواعيةمنالوسائلالتقنيةالمتطورةفيهذاالمضمار المتسارعحيثيتنافسالمتنافسونفيتوظيفكلتقنياتالعصر،ومعطياتالعلم؛لخدمةلغاتهم،حنىاللغات الأكثرتعقيدابحروفهاوأبجديتها،ومحدوديةتاريخها،ومخزونهاالحضاري،كالصينية،واليابانية،وحتىالعبرية، بعثتتمنمرقدها،وأصبحتلغةالعلوموالفنونمستفيدةمنالتطورالمذهلفيالتقنياتالحديثة.
4) الانتفاع،فيمجالتعليمالعربيةللناطقينبغيرها،بالأنظاراللسانيةالاجتماعية،التيتعايناللغةفي سياقهاالاجتماعيوالثقافي،كالسياق،وعلاقةالمتخاطبين،وطبيعةالاستخدام...إلخوغيرهامنالأشياءالتي تنظمالحراكاللغوي،إذمنتمام "الكفايةاللغوية" " أنيستخدم المتكلماللغةفيالوقتالمناسب،وفيالمقامالمناسب،استخدماوظيفيا صحيحايجمعبينمتطلباتالأداء للغويالواضحالسليم،أصواتًا ومفرداتوتراكيب،ومتطلباتالموقفوالسياق،وبهذا،وحده،تكونعملية تعليم العربيةللناطقينبغيرها،عمليةحية،وليسمجرداستظهارقواعد،أوحفظكلماتمعانصراف عنالتفكيرفي المعاني،وارتيادالآفاقالإنسانية.
أهم المراجع
أثر التخطيط اللغوي في بناء منهاج اللغة العربية للناطقين بغيرها-زيد خليل القرابة - من كتاب المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية ومواكبة العصر –القسم الأول –المحور الرابع. |
أساسياتتعليماللغةالعربيةللناطقينبلغاتأخرى،د. عبدالعزيزالعصيلي،مطبوعاتجامعةأمالقرى،1422 ه 1982م ط 1 |
أساليب تدريس اللغة العربية، محمد على الخولي ط3، الرياض، 1410هـ/1989م |
الأسسالمعجميةوالثقافيةلتعليمالعربيةلغيرالناطقينبها،د. رشديأحمدطعيمة،مطبوعاتجامعةأم،القرى،ط1 |
أشتات مجتمعات في التربية والتنمية ، أحمد المهدي عبد الحليم القاهرة : دار الفكر العربي. ( 2003م ) |
التخطيط اللغوي وتعليم اللغة العربية - دراسات تربوية - سيد أحمد عثمان -المجلد الأول ، الجزء الرابع ، القاهرة : عالم الكتب -( 1986م ) . |
التكاملية في تعليم اللغة العربية ، سعيد محمد مراد. ، الأردن – إربد : دار الأمل للنشر والتوزيع ( 2002م) |
دراسات في العربية وتاريخها للعلامة الشيخ / محمد الخضر حسين-المكتب الإسلامي بدمشق-ط2-1960. |
دراسة في طرائق تعليم اللغات الأجنبية، محمود إسماعيل صيني ، مكتبة التربية لدول الخليج، 1406هـ/ 1985م |
الكتابالأساسيلتعليمالعربيةللناطقينبلغاتأخرى-إعداده- تحليله-تقويمه. د. محمودكاملالناقة،ود. رشدي طعيمة، المنظمةالعربيةللتربيةوالثقافةوالعلوم،تونس. |
الكفاية التخاطبية لمتعلمي العربية من الناطقين بغيرها – محمد عبد الفتاح الخطيب- من نسخة مهداة لي. |
مداخل تعليم اللغة العربية – دراسة مسحية نقدية ، أحمد عبده عوض ص 21 -( 2000م ) ، مكة المكرمة : جامعة أم القرى ، مركز البحوث التربوية والنفسية . |
المُدْخَل التكاملي في تعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام : أسسه النظرية وتطبيقاته التربوي" نحو بناء لغوي متماسك "ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العالمي الأول للغة العربية وآدابها للأستاذ الدكتور: . دخيل الله بن محمد الدهمان –بدون ترقيم " – 20 ذو القعدة 1428هـ / 28 – 30 نوفمبر 2007م |
المرجعفي تعليماللغةالعربيةللناطقينبلغاتأخر ( إعداد:د. محمودإسماعيلالصيني،ورضاالطيب - |
المناهج بين النظرية والتطبيق ، أحمد حسين اللقاني -ص139 –علم الكتب –القاهرة- ط4-1995م. |
[1]ينظر: دراسات في العربية وتاريخها للعلامة الشيخ / محمد الخضر حسين صـ 11 , 12-المكتب الإسلامي بدمشق-ط2-1960.
[2]ينظر: السابق: صـ 12 , 13
[3] )ينظر: التخطيط اللغوي وتعليم اللغة العربية -دراسات تربوية ، سيد أحمد عثمان -المجلد الأول ، الجزء الرابع ،-عالم الكتب -القاهرة : ( 1986م ) من ص 19 – 24 .
[4] ) مفهوم المدخل :تعرّفُ بعض أدبيات تعليم اللغة العربية المُدْخل Approach لغوياً على أنه مكان الدخول وزمانه ، فهو اسم زمان واسم مكان معاً ، أي يناط به تحديد نفطة البداية المكانية ، وزمان البداية في أي نشاط ، وفي مجال التربية يعني المُدْخل الترجمة التربوية لنظرية المعرفة في صورة برامج تعليمية تتحقق فيها فلسفة المعرفة نفسها ، وأسس التربية ونظريات علم النفس ؛ من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة سواء أكانت أهدافا للمجتمع أم للفرد ، وتتحقق في المدخل أسس المناهج ، وتستوفى عناصرها المعروفة : أهدافاً ومحتوىً وطرائق تدريس ومناشط تعليمية وأساليب تقويم. ينظر: ( تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى - محمود كامل الناقة -مكة المكرمة : جامعة أم القرى ، معهد اللغة العربية ، وحدة البحوث والمناهج - 1985م ص 51) .
[5] ) المُدْخَل التكاملي في تعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام : أسسه النظرية وتطبيقاته التربوي" نحو بناء لغوي متماسك "ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العالمي الأول للغة العربية وآدابها للأستاذ الدكتور: . دخيل الله بن محمد الدهمان –بدون ترقيم " – 20 ذو القعدة 1428هـ / 28 – 30 نوفمبر 2007م
[6] التخطيط اللغوي وتعليم اللغة العربية - دراسات تربوية - سيد أحمد عثمان -المجلد الأول ، الجزء الرابع ، القاهرة : عالم الكتب -( 1986م ) . ص 19 – 24بتصرف.
[7] ) المُدْخَل التكاملي في تعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام : أسسه النظرية وتطبيقاته التربوية-" نحو بناء لغوي متماسك " د . دخيل الله بن محمد الدهمان -بدون ترقيم - 2007م بتصرف يسير.
[8] )المناهج بين النظرية والتطبيق ، أحمد حسين اللقاني -ص139 –علم الكتب –القاهرة- ط4-1995م.
[9] ) أشتات مجتمعات في التربية والتنمية ، أحمد المهدي عبد الحليم – ص300- ( 2003م ) القاهرة : دار الفكر العربي.
[10] ) التكاملية في تعليم اللغة العربية ، سعيد محمد مراد ص15-( 2002م ) . ، الأردن – إربد : دار الأمل للنشر والتوزيع
[11] ) مداخل تعليم اللغة العربية – دراسة مسحية نقدية ، أحمد عبده عوض ص 21 -( 2000م ) ، مكة المكرمة : جامعة أم القرى ، مركز البحوث التربوية والنفسية .
· [12] ) المُدْخَل التكاملي في تعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام : أسسه النظرية وتطبيقاته التربوية-" نحو بناء لغوي متماسك " د . دخيل الله بن محمد الدهمان -بدون ترقيم - 2007م بتصرف يسير.
[13] التكاملية في تعليم اللغة العربية ، سعيد محمد مراد ص16-( 2002م ) . ، الأردن – إربد : دار الأمل للنشر والتوزيع
[14] ) ينظر : الكفاية التخاطبية لمتعلمي العربية من الناطقين بغيرها – محمد عبد الفتاح الخطيب-ص7 من نسخة مهداة لي.
دراسة في طرائق تعليم اللغات الأجنبية، محمود إسماعيل صيني ، مكتبة التربية لدول الخليج، 1406هـ/ 1985م ينظر:
- أساليب تدريس اللغة العربية، محمد على الخولي ط3، الرياض، 1410هـ/1989م
[16]دراسة في طرائق تعليم اللغات الأجنبية، محمود إسماعيل صيني ، مكتبة التربية لدول الخليج، 1406هـ/ 1985م ينظر:
- أساليب تدريس اللغة العربية، محمد على الخولي ط3، الرياض، 1410هـ/1989م
[17]ينظر: المرجعفي تعليماللغةالعربيةللناطقينبلغاتأخر( إعداد:د. محمودإسماعيلالصيني،ورضاالطيب-
الكشو،المنظمةالعربيةللتربيةوالثقافةوالعلوم،تونس، 1335 م. وهومرجعيضمبينثناياهأكثرمنألفوثلاثمئةعنوان،تعليمي
وعلمي) لسانيوتربوي( فيحقلتعليمالعربيةللناطقينبغيرها. وينظر: الكتابالأساسيلتعليمالعربيةللناطقينبلغاتأخرى-إعداده-تحليله-تقويمه. د. محمودكاملالناقة،ود. رشدي طعيمة،وهوكتابيقدممسحاشاملالمعظمكتبتعليمالعربيةلناطقينبغيرها،يشملمئةكتابتعليمي،صدرتفيأماكنمختلفة،
منهاالعربيةوالإسلامية،والغربية.
[18] )أثر التخطيط اللغوي في بناء منهاج اللغة العربية للناطقين بغيرها-زيد خليل القرابة –ص195 بتصرف - من كتاب المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية ومواكبة العصر –القسم الأول –المحور الرابع.